يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الخميس، 25 ديسمبر 2014

القلوب والرئات الصناعية

القلوب والرئات الصناعية
كثيرا ما يشبة القلب بالمضخة والرئتان بالمنافيخ وقد يكون تشبية هذة الاعضاء بالمكنات تشبيها مقبولا من جهة نظرنا دائما
ولا ان القلب والرئتين يكونان نظاما متكاملا ، فبدون الرئتين يتوقف القلب عن الخفقان ، وبدون القلب تصبح الرئتان عديمتى الفائدة، والقلب عضو قوى متين ، ويجب ان يكون كذلك حتى يستطيع ان يدفع الدم  طوال العمر كلة دون حاجة الى التوقف او اصلاح . ولم يحدث من قبل ان عملت مكنة حديدية بدون توقف مدى سبعين عاما او يزيد . ونظرا لقوة القلب ومتانتة فانة لم يسمح بالنفوذ الية اللهم الا فى العمليات القليلة التى ادخلت حديثا على القلب وصماماتة ، والتى اثارت عاصفة من الاعجاب والدهشة .

وسوف يجرى على القلب مزيد من العمليات حينما يمكن وقف الاوعية الدموية من ان تتدفق كالنافورات عند ما تقطع . ولقد كان الجراحون يحملون منذ زمن بعيد يزيد على نصف قرن بابتكار مكنة تستطيع ان تضخ الدم خلال الجهاز الدموى وتزود بالاوكسجين ،بينما يكون القلب الحقيقى جافا فى فجوتة ، وبمثل هذه المكنة يمكن اجراء العمليات التى تستغرق ساعات دون اى خطر على المخ من ان يحرم من الاوكسجين اللازم لة ، وحتى لا يكون انقاذ الجسم على حساب القوى العقلية ، كما يمكن بسهولة اصلاح اى اخطاء او تشويهات وراثية فى الشرايين التى تتفرع عن القلب.

ويستطيع الجراح ان يصل الى سطح القلب بلا صعوبة كبيرة ، الا انة اذا نفذ الى الداخل ، فعلية ان يتحسس طريقة خلال بركة صغيرة من الدم وان يستعين بمهارتة واحساسة حتى يتفادى الكوارث المميتة . وطالما ان القلب الحى لا يتوقف عن الخفقان ، فيكون عمل الجراح كعمل الميكانيكى فى اصلاح المكنات اثناء دوراتها ، الا ان الجراح علية ان يتم عملة الخطير الدقيق خلال فترة لا تزيد فى العادة عن 4 داقائق ــــــ فلو منع الدم عن المخ اكثر من 15 دقيقة ( بعض الجراحين يقولون خمس دقائق فقط ) فان العقل يصاب بخلل دائم ، حتى لو نجحت العملية فى انقاذ حياة المريض  ــــ فالمخ يحتاج الى الاوكسجين ، والدم وحده هو الذى يستطيع ان يلى هذة الحاجة.

ونحن نعلم ان كل حيوان يتكون من بلايين الخلايا التى تحتاج هى الى الاخرى  الى الاوكسجين ، واحد مهام الدم توفير هذا الاوكسجين ، ويتم ذلك عن طريق الهيموجلوبين او المادة الملونة فى خلايا الدم الحمراء ، وهى مادة ذات شره عجيب للاوكسجين  ، والدم الوريدى الازرق يتحول فى لمحة واحدة بمجرد ان يصلة الاوكسجين الى دم شرايينى احمر . اثناء تشرب الخلايا لهذا الاوكسجين يتخلص الدم فى نفس الوقت مما بة من ثانى اكسيد الكربون الذى يلتقطة اثناء سريانة خلال الجسم . والجهاز الدورى يشبة الى حد كبير نهرا ذا فروع عديدة يقوم الدم بتزويد جميع الخلايا بالدم وجمع ثانى اكسيد الكربون من كل شق او منعطف فى الجسم

وفى احدى الندوات العلمية التى اقامها المعهد الدولى للصحة عام 1951 قال الدكتور جون جييون الاستاذ بكلية جيفرسوفن للطب ( فيلادلفيا ـــــ الولايات المتحدة الامريكية ) ، وهو احد الرواد الاوائل الذين قاموا بتجاربهم على الطرق الصناعية لتزويد الدم بالاوكسجين والمحافظة على دورتة بالجسم ، وكان لاعمالة اثر كبير على مصممى القلوب والرئات الصناعية فى كل من اروبا وامريكا منذ عام 1931 ، قال : (( لقد تم حل اغلب مشكلاتنا الفنية المعقدة ولم يبق سوى مشكلة واحدة تتطلب مزيدا من الامعان ... وهى التزويد الصحيح للدم بالاوكسجين وازالة ثانى اكسيد الكربون ، وحتى هزة المشكلة قد تم اجراؤها بنجاح على الكلاب بوساطة جهاز خاص )) .

الى هنا كان التجارب ناجحة
وهكذا تحقق الحلم القديم الذى راود الجراحين مدى قرن من الزمان ، ويوجد الان ما لا يقل عن 30 نوعا من هذة المكنات فى اروبا وامريكا تستخدم لاجراء التجارب العملية ، وقد امكن بها حفظ الحياة على بعض الكلاب التى استنزفت منها كل قطرة من الدم ، كما امكن فتح صدرو بعض الكلاب من وقف تدفق الدم فيها خلال ساعتين كاملتين تحت تاثير المخدر .

وكان العالم الفسيولوجى الروسى الدكتور برو يخنينكو اول من انجز هذا العمل الرائع ، فلقد تمكن من نزع قلوب الكلاب واحتفظ بها حية خارج اجسامها باستخدام هذا الجهاز ، وفى احد افلامة التى عرضها الدكتور هالدين فى نيويورك عام 1943 ، اوضح كيف ان راس كلب مبتور بقى حيا عن طريق قلب ورئة صناعيتين ، تطرف عيناه فى الضوء الشديد ويعلق شدقية اذا مسح لسانة بحامض الليمونيك ، وتطرطق اذناه لصوت المطرقة . كما قليل ان برويخفينكوا نجح عام 1934 ، فى ان يعيد الحياة  مدى دقيقتين الى جسد رجل شنق نفسة ، بوساطة بعث الدورة الدموية ميكانيكا ، وخلال هذه الفترة الوجيزة فتح الرجل عينية واجال البصر فى الاطباء الملتفين حولة . الا اننا لا نسطيع ان تقبل هذه القصة على علاتها ، نظرا لان مثل هذه العملية لا تجرى الا تحت تاثير التخدير العام للجسم . كما اننا سمعنا ان برويخنينكو حاول ان يعيد الحياة ال بعض الموتى ، لكنة لم يحرر نجاحا منذ عام 1934 السابقة . ونحن لا نعرف ماذا قام بة فيما بعد .


ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

التسميات

تطوير : مدونة المحترف للمعلوميات