هل يستطيع العلم ان يخلق الحياة (ابحاث علمية)
كيف تنمو الحبة الى شجرة وكيف تفرخ البيضة الى الكتكوت ؟ كيف يفكر المخ ؟ ما هى الغرائز ؟ كيف تلتئم الجراح ؟ ما الذى يجعل الميكروب ينفلق الى اثنين مرة بعد مرة ، وهكذا يحفظ جنسة الى مالا نهاية ؟ كيف يمكننا ان نحول شريحة من اللحم او كوبا من اللبن الى انسجة او طاقة فى جسومنا ؟ .
هذة الاسئلة واشباهها قديمة قدم الانسان نفسة ، وعلى مدى الاجيال والقرون حاول العلماء ان يجدوا لها جوابا . وحينما نصل الى هذة الاجابة فانها سوف تبهرنا مثلما بهرنا انفجار القنبلتين الذريتين فى هيروشيما ونجازاكى ، ولن يكون انبهارنا بسبب القيمة العلمية لهذة الاجابة ، ولكن بسبب القدرة الجديدة التى نكتسبها من التحكم فى الطبيعة.
ما هى الحياة ؟
ليس ثمة تعريف واضح محدد لهذه الكلمة . وكل ما نعرفة ان تكوينا خاصا مثل البيضة ينتج تكوينا اخر اكثر تطورا وتعقيدا مثل الدجاجة ، فالكتوين ينتج التكوين بطريقة غامضة ، ولا نجد مثل هذا الامر فى الجماد كالحديد او الطين .
الا ان النمو والتكاثر وتمثيل الطعام او غيرة من المواد ، وكذلك التطور ، ومظاهر نجدها بعض الاحيان فى مواد اقل حيوية ، ولذا كان من المستحيل ان نعتمد على هذة الظواهر كشواهد ثابتة ، وافضل ما يستطيع العلماء قولة فى هذا الشان هو ان الحياة ما هى الا (علاقة فزيائية كيميائية) وقد نتساءل ماذا يعنى هذا الكلام ؟ انة يعنى اننا مجرد (مكنات حية) تصور كائنا حيا هو مكنة من المكنات ، محرك بخارى مثلا او سيارة ، وليس هناك من سبب نظرى يمنع خلقة ( لا بشكلة ولكن بوظائفه ) فى ورشة مناسبة التجهيز وبطريقة ميكانيكية معروفة .
ابحاث علمية
ويحدثنا العلماء منذ اجيال عديدة ان الكون سوف يتوقف كما تتوقف الساعة ، ويعنى ذلك ان النظام ينتهى الى غير نظام . الا ان الحياة تختلف عن ذلك ، وعلى الرغم من انها محصنة ضد ما نسمية ((بقانون القصور )) الذى يقول بان الساعات الممتلئة سوف تفرغ وتتوقف لا محالة ، وان الحرارة تهبط من مكان مرتفع الى اخر منخفض ، وان الطاقة تشتت نفسها ـــــ الا ان الحياة تحاول خلال فترة خاصة ان تدفع عن نفسها ((حرارة الموت)) هذة ، وقانون الهمود ، وتنتج نظاما من نظام اخر ، كيف ؟
ومشكلة الحياة هى اعمق المشاكل التى تواجة العلم ، وعلى العلم ان يربط ما يكتشفة من الحقائق من المواد غير الحية بالميكروبات والطيور والانسان ، فنحن جميعا مكونون من ذرات ــــــ نفس الذرات التى تجعل الشمس والنجوم تسطع فى السماء ، ونفس الذرات التى تصنع كل شىْ على الارض ، فلماذا لا نحاول تطبيق معلوماتنا التى اكتسبناها عند تمزيق قطع من الذهب او الحديد او اليورانيوم ونكتشف كيف يخلق الجنين وينمو الى انسان كامل يستطيع ان يعطى جنينا اخر يكبر كذلك الى انسان كامل ؟ وعلى الرغم من ان هذا الامر لا بيدو بالغ الصعوبة الا انة يحير العلم حيرة كبيرة .
ولقد انكب اروين شرود دنجر الحائز على جائزة نوبل فى الفيزياء على حل هذه المشكلة ، وهو يرى ان مسالة تطور الجنين ونموه ليعطى الانسان الكامل هى اعجب المسائل العلمية جميعا ، اشد غرابة من انطلاق الطاقة من اليورانيوم 235 او البلوتونيوم : وانة ليقف مشدوها ازاء ما يحدث ليرقات ذبابة الفا كهة عندما تعرض لاشعة اكس ، حينما تفقس الى ذبابات شاذة غريبة ، بعضها ذات اعين حمراء ، وبعضها يغطية شعر كثيف ، وبعضها عار وبعضها بلا اجنحة ، وذبابات اخرى فيها الكثير من الشذوذ ــــــ واذا قدر لهذه الذبابات ان تحيا تتناسل هى الاخرى لتعطى سلالة شبيهة بها . فثمة شىْ قد حدث للصبغيات المتناهية فى الدقة عندما تعرضت للاشعة ، والصبغيات للحياة كالذرات للمعادن او الغازات .
وهذه الصبغيات تضمها عبوات صغيرة تسمى كروموزومات يمكن رؤيتها تحت الميكروسكوب اذا صبغت باللون الاحمر . والصبغيات هى جزيئات معقدة ، وعلى ذلك يمكننا ان عاملها بالطرق تافيزيائية والكيميائية . فاشعة اكس ( والحرارة كذلك ) تقلب التركيب الجزيئى للصبغيات ، ومن ثم يعطى التركيب الجديد امكانيات جديدة تؤدى الى ظهور هذه الشواذ التى ذكرناها .
ابحاث علمية
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق