يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الأربعاء، 4 مارس 2015

بريق الكنز الغارق

بريق الكنز الغارق

في الحرب العالمية الاولي فقد الحلفاء 6604 سفينة تجارية بلغت حمواتها13.850.000 طن،علاوة علي 2.100.000 طن فقدت خلال المغامرات البحرية بغير فتك الغواصات.  وفي يونية عام 1945 اذاعت البحرية الامريكية ان الحلفاء قد فقدواحتي يوم النصر 4770 سفينة تجارية بلغت حمولتها 21.140.000 طن .وليس من احد يعلم كم تساوي هذة السفن وشحناتها غير ان مجموعها لابد وان يقفز الي مئات الملايين من الدولارات .

والواقع ان شحنات هذة السفن اثمن كثيرا من الكنوز التي غرقت ، لكننا حين نفكر في الكنوز الغارقة يتجة اهتمامنا دائما الي سبائك المعادن الثمينة وليس الي السلع والبضائع المختلفة التي تساوي اكثر من ذلك كثيرا ،ويمكن انتشالها هي الاخري .

ولقد امكن حتي الان استعادة عدد من البضائع القيمة ـ تلك التي غرقت في مياة ليست بعيدة العمق ، ويرجع الفضل في هذة الاستعادة الي مهندس الانقاذ ـ وهو رجل فني فذ العبقرية واسع الحيلة ، يجمع الي معرفتة بالعمارة البحرية فن بناء السفن والملاحة وعلوم الايدروليكا والكهرباء والميكانيكا والفزياء .

وقبل ان يبدا هذا المهندس العليم عملة يحادث نفسة علي الوجة التالي :ـ
((ما الموضع المحدد بالضبط للسفينة الغارقة ؟ وجودها في خليج مقفل يختلف كل الاختلاف عن وجودها في بحر مفتوح عرضة للعواصف والاعاصير . هل من الممكن رفعها ككتلة واحدة بما في جوفها من مئات الاطنان من الماء ام يجب نزح الماء منها وتعويمها ؟ وكم يبلغ حجم الثقب الذي تدفق خلالة ماء البحر ؟
 وفي اي مكان من السفينة يوجد هذا الثقب ؟)).

وينبغي علي مهندس الانقاذ ان يعلم علي وجة الدقة الاجابة عن هذة الاسئلة والكثير غيرها من الاسئلة الاخري . ولكي يحصل علي هذة المعلومات ليس امامة سوي طريقة واحدة ، وهي ان يفحص السفينة الراقدة ذاتها علي قاع البحر . وهو يستعين في ذلك بعدد من الغواصين ، اذ بدون هولاء يقف المهندس عاجزا لا حول لة ولا قوة.

ومهندس الانقاذ يفضل عادة في انتشال سفنة استخدام طريقة ((التعويم )) حيثما امكن ذلك ، وهي طريقة بسيطة الا انها لا تستخدم الا مع القطع التي لاتزيدزنتها علي الفي طن . واغلب السفن التي تجوب البحار في صمت دعوب وتحمل علي ظهورها جزءا كبيرا من حركة النقل البحرية في العالم لاتزيد عادة علي هذا الحجم ، ولربما تحظي البواخر السريعة الكبري بالكثير من حديث العالم واهتمامة ، وغير انها في واقع الامر ليست كثيرة العدد ، وعلي ذلك فالامل معقود علي طريقة التعويم في انتشال الكثير من السفن التي ترقد تحت مياة الجزر البريطانية وفي بحر الشمال .

فماذا تكون طريقة التعويم هذة؟تصور عددا من  الصنادل القذرة او المواعين القديمة مزودة ((باوناش)) رافعة ، ان هذة المجموعة من القطع البحرية القبيحة المنظر تكون بالنسبة للسفينة الغاطسة تحت الماء كالبالون الذي يتدلي منة ملاح الفضاء ـ انها تمثل الاجسام الطافية التي تشد اليها السفينة .

فاذا كان حطام هذة السفينة يرقد علي قاع رخو طري مررت السلاسل او الحبال التينة بسهولة فيما تحت الحطام ، اما اذا كان القاعصخريا فئمة عمل صعب يقوم بة الغطاسون في مهارة ودقة حيث ينقذون قضيبا معدنيا طويلا مربوطا في طرفة سلسلة خفيفية ((مرشدة )) وهذة بدورها تجرالسلاسل او الاحبال القوية . وفي كلتا الحالتين (سواء كان القاع رخوا ام صخريا ) تنتهي اطراف السلاسل اوالحبال الي الوحدات العائقة ،وتشد اليها باحكام في الوقت الذي يكون سطح البحر منخفضا (وقت الجزر).

وعندما يتم ذلك يتريث مهندس الانقاذ انتظارا للوقت المناسب ، حين ياخذ المد في الارتفاع رويدا رويدا فيرفع معة بطبيعة الحال الوحدات العائقة ، ويستتبع ذلك ان يرتفع الحطام الغاطس المشدود بالسلاسل الي هذة الوحدات ، ويتحرك من رقدتة علي القاع فيتعلق بضع اقدام الي اعلي بعيدا عن القاع ، ثم تقطر الوحدات العائقة وما يتدلي منها من الحطام ناحية الشاطيء الي ابعد مدي ممكن حتي يرقد الحطام مرة اخري علي القاع , ثم ينتظر الي ان يبلغ الجزر مداه ( اي المستوي المنخفض لسطح البحر ) ، فيعاد شد السلاسل في احكام حتي اذا جاء المد وعلا سطح البحر ارتفع الحطام مرة اخري فتقطر المجموعة وتتقدم خطوة ثانية نحو الشاطيء .

وهكذا يستغل مهندس الانقاذ المد تلو المد لرفع الحطام وتسييره نحو الشاطيء ، حتي يصل بة في النهاية الي المياة الشاطئية الضحلة وينكشف السطح العلوي للسفينة الغارقة 
حينئذ يكون الجزء الرئيسي من الانقاذ قد انجز ، فيتولي الغاطسون سد الثغرة او الثقب
الذي اصاب قاع السفينة ثم ينزح الماء الي الخارج.   

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

التسميات

تطوير : مدونة المحترف للمعلوميات