يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الخميس، 26 فبراير 2015

الدورية في شئون الانسان

الدورية في شئون الانسان 

تشرق الشمس وتغيب،وتحل الفصول وتمضي ،ويتعاقب المد والجزر،وتهاجر الاسماك والطيور من الشمال الي الجنوب ثم تعود الي مواطنها ، وتذوي النباتات في الشتاء وتزدهر في الربيع ، والطبيعة حافلة بالالاف من امثال هذة الدورت ، بعضها واضح ملموس نستطيع مشاهدتة وتتبعة كالمد والجذر مثلا ، وبعضها مختف غامض حيث يتطلب سنوات عديدة من المراقبة والتسجيل وشهورا طويلة من الحساب الشاق حتي تتضح معالمة وتستبين اسراره . ويبدو ان كل شيء في هذا الوجود يهتز ويتردد,كل شيء ابتداء من الالكترونات في الذرة الي الاسماك التي تزخر بها الانهار تتناسل في كثرة ثم تختفي ..

والحياة ليست سوي سيمفونية معقدة يشترك في عزفها جميع الكائنات : من الاوراق علي اشجارها والوحوش في غاباتها والاطيار المنطلقة في الجو، والامطار التي تتناثر علي الحقول . وتتكون هذة السمفونية من نغمات اساسية بداخلها مئات من النغمات الترددات القصيرة التي تبدو وكانها تتبع ارشادات قائد عبقري لانراه يقود هذا العزف الرائع. ولقد تمكنا بما وصلنا الية من العلم حتي الان من التقاط القليل من هذة النغمات والتعرف علي بضع مئات من هذة الظواهر الترددية التي توحي الينا بنبضات هذا الكائن الكوني العظيم.

ولقد شغل كل نوع من العلوم بدراسة الدورات التي تقع في نطاقة ، فماذا لو جمعنا معاً كل ما توصلت الية كل العلوم ؟ لا شك اننا سوف نتوصل الي ما بينها من العلاقات والروابط وترتفع مع هذة الدراسة قدرتنا علي التنبؤ والاستقراء . واستنادا الي هذة الفكرة قامت بالولايات المتحدة الامريكية عام 1940مؤسسة تدعي ((مؤسسة دراسة الدورات ))وهي مؤسسة لاتهدف الي الربح ،وعهد بأدارتها الي عالم الاحصاء القدير ادوارد ديوى ، كما شكلت الي جوارها لجنة دولية من العلماء ورجال الاعمال لتقديم ماتحتاجة من النصح والمعلومات . والعمل الذي تقوم بة هذة الهيئة لا علاقة لة البتة بالفلك ودراسة النجوم ، والطرق حسابية واقعية مثل جدول الضرب تماماً.وانه لما يثير الدهشة حقا ما امكن التوصل الية حتي الان باستخدام الطرق الحسابية من فك رموز الدورات ،وما يمكن التنبؤ به من حصيلة هذة الدراسات .

واذا اخذنا علي سبيل المثال ملابس السيدات ،فلر بما يتبادر الي الذهن ان اهواءهن المتقلبة هي التي تتحكم في تصميماتها واشكالها . ان سيدات اليوم يرتدين ((الجونلات))الواسعة التي تشبه الناقوس . فماذا تكون علية  (المودة )عام 1975؟قد لا يستطيع اي بيت للازياء ان يتنبا بهذا الامر لكن اجنس بروك يونج ،الذي لا يصمم الازياء بل يحلل الدورات ، يوكد لنا ان ( مودة الجونلات ) ذات الارداف سوف تعود الي الظهور حوالي عام 1970.لقد اثبتت الدراسات الاحصائية ان التغير في (المودة ) ليس اعتباطا ، وان كبار مصممي الازياء ، سواء عن فطنة او بدون قصد ، لايفعلون اكثر من التعبير عن الذوق الشعبي السائد في شكل مهذب ،وهذا الذوق يدور في حلقة مكونة من ثلاثة انواع من ((الجونلات )) النوع الضيق او الاسطواني ، النوع الكامل او الاسطواني النوع الناقوسي الذي يسود الان عاود الظهور عام 1935 وهو يمر في دورة مقدارها 35عاما ،ومن هذا استنتج اجنس بروك يونج عن ثقةان النوع ذا الارداف سوف يظهر حوالي عام1970.

بعد هذة االمقدمة نستطيع ان نتتبع الان مايقول بو الاشتاذ ركس فورد هرسي من جامعة بنسلفانيا من امكان دراسة الامزجة والتنبؤ بها ـ ليس فقط مجرد متوسط المزاج لشعب كامل ولكن كذلك الامزجة الشخصية .

 فلقد عهد الي الاستاذ هرسي براسة لماذا اتنتاب عمال احدي شركلت السكك الحديدية فترات من النشاط واخري من الخمول والكسل ـ هل للطقس دخل في ذلك ؟ هل هو عمر الهضم او الاخبارالسيئة او بعض ظروف العمل المزعجة ، ام هي صدي للتعاسة المنزلية اوسوء الاحوال المالية ؟ غير ان هرسي لم يستطع ان يجد صلة مابين هذة العوامل وامزجة العمال لكنة تبين ان كل عامل علي انفراد يتذبذب بانتظام بين قمة المزاج وقاعة .

وقد اقبل هرسي علي تسجيل فترات المزاج الصافي والخيال المبدع والاستبشار بالامل ، وكذلك فترات اللامبالاةوالقلق والضغط العالي والمخنفض والارق والتعب والمرض والنشاط الزائد والخمول .وحين جمع بياناتة بعضها الي بعض (كما يلم شعث صورة  ممزقة )حصل علي نماذج متكررة من الاحوال العاطفية .

وكانت احوال الانتعاش والياس تتكرر في انتظام علي فترات بلغت عند بعض العمال اسبوعين فقط بينما وصل الامر عند اخرين الي ان تنقضي تسعة اسابيع كاملة قبل ان تبدو علامات واضحة تدل علي تكرار الدوررة. ولم يكن هناك من شك ما في هذة الظاهرة الددورية :تتابع السعادة والتعاسةفي موجات متعاقبة.

ويستطيع اي فرد منا ان يسجل دورتة العاطفية ومن ثم يتنبا باوقات المرح القادمة التي يقبل فيها علي الدنيا وينعم علي الدنيا وينعم بالحياة , وفترات الياس القانط التي يري
فيها المستقبل مظلما دامسا . كل مايحتاجة المرء في ذلك هو تسجيل حالة مزاجة يوميا وفقا للنظام التالي الذي وضعة هرسي :

سعيد منشرح         +6
 

 


احساس بالسعادة +4 الي +5
 
مسرور او مستبشر   +5
 
منسجم ،ساخر ، متعاون   +3 الي +4 
 
علي الحياد بالزائد : رنة احساس بالرضا   +1 الي +3 
 
علي الحياد : غير مبال ، شيء من التوتر +1 الي -1(في العادة صفرا)

علي الحياد بالنقص : مسحة احساس بعدم الرضا والعواطف السلبية غير مؤكدة  -1 الي -3 
 متبرم مرتاب ، غير مهتم   -1 الي -2
 
غاضب -2 الي -3 
 
مشمئز  -3 الي -4 
 
حزين او متشائم   -4 الي -5  
 
خائف يتوقع شرا   -5 الي -6 
 
قلق  -6 
 
وعلي الرغم من ان كلمة محايد واضحة بما فية الكفاية ، الا اننا نقتبس هذا التعريف الذي وضعة هرسي والعاملون معة (( يكون مزاج الانسان محايدا اذا وصف نفسة بانة ليس سعيدا وليس تعيسا ، بل مجرد نص نص )). وذا امكنك تسجيل حالة مزاجك بمساعدة جدول هرسي ثلاث او اربع مرات يوميا علي ان تضع لذلك متوسطا في النهاية اليوم ، فانك تستطيع بعد ثلاثة او اربعة اشهر ان تستقري من هذا التسجيل متي تاتيك فترات البشر ، ومتي تمر بك فترات الانقباض كل يوم ، وفي بعض الاحيان ربما تستطيع ان تتنبا كذلك بما سوف يكون علية مزاجك في اليوم التالي .

 

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

التسميات

تطوير : مدونة المحترف للمعلوميات