يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الأحد، 15 فبراير 2015

التولد الذاتى للحياة

التولد الذاتى للحياة

اول الامثلة نوردها في هذا الشأن مشكلة ((التولد الذاتي )) بمعني مايبدو من الظهور التلقائي للحياة في اشكالها الدنيا ، لقد كانت مشكلة حيرت العلماء مدي قرون طويلة . 
 
فمن قديم الازل شاهد الانسان الديدان تقتات علي جثث الحيوانات المتعفنة , وتسرح في الجبن وغيره من المواد العضوية ، ولقد قال ارسطو بأن الاسماك تتوالد في الطمى وان الديدان تتوالد في الكرنب ، وساد هذا الاعتقاد جين رجال العلم مدي قرون طويلة . ولما كانت المواد العضوية المتحللة تزخر عادة بالديدان الحية فانه يبدو من الاستنتاجات المعقولة ان هذه الديدان قد تولدت تلقائياً . وحين اخترع الميكرسكوب ودخل الي ميدان البحث العلمي امكن اضافة الميكروبات الي هذه المجموعة . 

ولم يقر جميع العلماء  ارسطو علي نظرته ، بل اثار بعضهم عدة اسئلة تمحيصية ، وطالبوا بتقديم الادلة التي تؤيد ارسطو او تعارضه . وكان احد هؤلاء الشكاكين فرانسسكوريدي الذي عاش في القرن السابع عشر ، اذ حفظ قطعة من اللحم في حيز خاص بعيداً عن ان يمسها الذباب ،وعلي الرغم من تحلل اللحم وتعفنة فانه لم يظهر علية اي اثر للديدان ، ولكن الدوائر العلمية لم تتحرك لهذا الكشف ـ الامر الذي يدل علي مدي سيطرة اراء أرسطو وتغلغلها .       

وجاء بعد ذلك العالم الطبيعي جون نيدهام في القرن الثامن عشر فعمل علي تثبيت قضية التولد الذاتي بانهاج بعض الوسائل التي تبدو أكثر دقة وصرامة . وفي ذلك الحين كان الميكرسكوب قد دخل الي المعامل ، فاستخدمه نيدهام لدراسة الميكروبات . ولقد غلي بعض المرق ـ مثلما يفعل علماء البكتريولوجي اليوم لابادة الميكروبات ـ ثم اغلق قنينة المرق وتركها مدة كافية من الزمن وحين ازاح غطاء القنينة وفحص المرق وجده يعج بالميكروبات ـ فهل نطلب دليلاً افضل من ذلك علي التولد الذاتي ؟ 

لكن مثل هذة النتيجة لا يمكن ان تقبل دون مزيد من التاكيد ، وقد اتي الدليل العلمي الحقيقي علي يد لازارو سبلانزاني ، العالم الايطالي المعاصر ، الذي اعاد اجراء التجربة لكنة اتخذ احتياطه بغلي المرق مدة اطول مما فعل نيدهام ـ وحين فحص المرق في نهاية التجربة لم يشهد اي كائن حي تحت الميكرسكوب . وقد صفق فولتير لهذا الكشف لكن الاعتقاد في التولد الذاتي لم يقض علية بين رجال العلم .

واذا كانت تجربة سبلا نزاني لم تحدث اثراً عميقاً فان ذلك يرجع الي انه لم يكملها الي المدي الكافي . لقد كان من السهل اقناع الناس بان الذباب يضع بيضة علي اللحم ، وان هذا البيض يفقس الديدان ، لكن احد لم ينبر لشرح كيف تجد الكائنات الدقيقة طريقها الي المرق والجبن والجثث او ايه مادة عضوية متحللة ، الي ان ظهر باستير علي مسرح الاحداث . وتساءل باستيرمع نفسة : من الواضح ان هذة الكائنات الدقيقة لابد وانها تأني عن طريق ماـ ربما يكون الهواء ، ثم مرر تياراً من الهواء خلال انبوبة محشوة بالقطن ، وطبيعي اسود القطن بسبب ماتجمع علية الغبار . واحضر بعد ذاك بعضا من المرق المعقم الذي حفظه بعيداً عن الهواء بسداد محكم ، واسقط قطعة من قطنة الملوث في هذا الورق وبعض بضعه ايام فحص المرق فرآه يعج بالميكروبات تحت الميكرسكوب . وكرر التجربة مئات المرات مع عينات مختلفة من الهواء جمعت من أماكن مختلة في فرنساـ فخرج منها دائماً بنفس النتيجة . وباستكمال باستير لتجاربه الشهيرة استطاع ان هذا الحامض بدوره تنتجة البكتيريا ، كما اوضح كذلك ان الخمر والبيرة والسيدرتتخمر عن طريق التشاط البكتيري ، وان التخمر يمكن وقفة اذا قضينا علي البكتيريا بوساطة الحرارة . وهكذا ظهرت العملية التي نطلق عليها ((البسترة )) وامكن التعرف علي المنشأ البكتيري لكثير من الامراض ـ وقد انبثق كل ذلك عن التمحيص التجريبي لمسألة التولد الذاتي . ويعتبر باستير مثال العالم الكامل الذي لم يدع شيئاً لم يعملة ، وهو بلا شك الاستاذ النموذجي للطريقة العلمية .  

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

التسميات

تطوير : مدونة المحترف للمعلوميات