التولد الذاتى للحياة
اول الامثلة نوردها في هذا الشأن مشكلة ((التولد الذاتي )) بمعني مايبدو من الظهور التلقائي للحياة في اشكالها الدنيا ، لقد كانت مشكلة حيرت العلماء مدي قرون طويلة .
فمن قديم الازل شاهد الانسان الديدان تقتات علي جثث الحيوانات المتعفنة , وتسرح في الجبن وغيره من المواد العضوية ، ولقد قال ارسطو بأن الاسماك تتوالد في الطمى وان الديدان تتوالد في الكرنب ، وساد هذا الاعتقاد جين رجال العلم مدي قرون طويلة . ولما كانت المواد العضوية المتحللة تزخر عادة بالديدان الحية فانه يبدو من الاستنتاجات المعقولة ان هذه الديدان قد تولدت تلقائياً . وحين اخترع الميكرسكوب ودخل الي ميدان البحث العلمي امكن اضافة الميكروبات الي هذه المجموعة .
ولم يقر جميع العلماء ارسطو علي نظرته ، بل اثار بعضهم عدة اسئلة تمحيصية ، وطالبوا بتقديم الادلة التي تؤيد ارسطو او تعارضه . وكان احد هؤلاء الشكاكين فرانسسكوريدي الذي عاش في القرن السابع عشر ، اذ حفظ قطعة من اللحم في حيز خاص بعيداً عن ان يمسها الذباب ،وعلي الرغم من تحلل اللحم وتعفنة فانه لم يظهر علية اي اثر للديدان ، ولكن الدوائر العلمية لم تتحرك لهذا الكشف ـ الامر الذي يدل علي مدي سيطرة اراء أرسطو وتغلغلها .
وجاء بعد ذلك العالم الطبيعي جون نيدهام في القرن الثامن عشر فعمل علي تثبيت قضية التولد الذاتي بانهاج بعض الوسائل التي تبدو أكثر دقة وصرامة . وفي ذلك الحين كان الميكرسكوب قد دخل الي المعامل ، فاستخدمه نيدهام لدراسة الميكروبات . ولقد غلي بعض المرق ـ مثلما يفعل علماء البكتريولوجي اليوم لابادة الميكروبات ـ ثم اغلق قنينة المرق وتركها مدة كافية من الزمن وحين ازاح غطاء القنينة وفحص المرق وجده يعج بالميكروبات ـ فهل نطلب دليلاً افضل من ذلك علي التولد الذاتي ؟
لكن مثل هذة النتيجة لا يمكن ان تقبل دون مزيد من التاكيد ، وقد اتي الدليل العلمي الحقيقي علي يد لازارو سبلانزاني ، العالم الايطالي المعاصر ، الذي اعاد اجراء التجربة لكنة اتخذ احتياطه بغلي المرق مدة اطول مما فعل نيدهام ـ وحين فحص المرق في نهاية التجربة لم يشهد اي كائن حي تحت الميكرسكوب . وقد صفق فولتير لهذا الكشف لكن الاعتقاد في التولد الذاتي لم يقض علية بين رجال العلم .
واذا كانت تجربة سبلا نزاني لم تحدث اثراً عميقاً فان ذلك يرجع الي انه لم يكملها الي المدي الكافي . لقد كان من السهل اقناع الناس بان الذباب يضع بيضة علي اللحم ، وان هذا البيض يفقس الديدان ، لكن احد لم ينبر لشرح كيف تجد الكائنات الدقيقة طريقها الي المرق والجبن والجثث او ايه مادة عضوية متحللة ، الي ان ظهر باستير علي مسرح الاحداث . وتساءل باستيرمع نفسة : من الواضح ان هذة الكائنات الدقيقة لابد وانها تأني عن طريق ماـ ربما يكون الهواء ، ثم مرر تياراً من الهواء خلال انبوبة محشوة بالقطن ، وطبيعي اسود القطن بسبب ماتجمع علية الغبار . واحضر بعد ذاك بعضا من المرق المعقم الذي حفظه بعيداً عن الهواء بسداد محكم ، واسقط قطعة من قطنة الملوث في هذا الورق وبعض بضعه ايام فحص المرق فرآه يعج بالميكروبات تحت الميكرسكوب . وكرر التجربة مئات المرات مع عينات مختلفة من الهواء جمعت من أماكن مختلة في فرنساـ فخرج منها دائماً بنفس النتيجة . وباستكمال باستير لتجاربه الشهيرة استطاع ان هذا الحامض بدوره تنتجة البكتيريا ، كما اوضح كذلك ان الخمر والبيرة والسيدرتتخمر عن طريق التشاط البكتيري ، وان التخمر يمكن وقفة اذا قضينا علي البكتيريا بوساطة الحرارة . وهكذا ظهرت العملية التي نطلق عليها ((البسترة )) وامكن التعرف علي المنشأ البكتيري لكثير من الامراض ـ وقد انبثق كل ذلك عن التمحيص التجريبي لمسألة التولد الذاتي . ويعتبر باستير مثال العالم الكامل الذي لم يدع شيئاً لم يعملة ، وهو بلا شك الاستاذ النموذجي للطريقة العلمية .
واذا كانت تجربة سبلا نزاني لم تحدث اثراً عميقاً فان ذلك يرجع الي انه لم يكملها الي المدي الكافي . لقد كان من السهل اقناع الناس بان الذباب يضع بيضة علي اللحم ، وان هذا البيض يفقس الديدان ، لكن احد لم ينبر لشرح كيف تجد الكائنات الدقيقة طريقها الي المرق والجبن والجثث او ايه مادة عضوية متحللة ، الي ان ظهر باستير علي مسرح الاحداث . وتساءل باستيرمع نفسة : من الواضح ان هذة الكائنات الدقيقة لابد وانها تأني عن طريق ماـ ربما يكون الهواء ، ثم مرر تياراً من الهواء خلال انبوبة محشوة بالقطن ، وطبيعي اسود القطن بسبب ماتجمع علية الغبار . واحضر بعد ذاك بعضا من المرق المعقم الذي حفظه بعيداً عن الهواء بسداد محكم ، واسقط قطعة من قطنة الملوث في هذا الورق وبعض بضعه ايام فحص المرق فرآه يعج بالميكروبات تحت الميكرسكوب . وكرر التجربة مئات المرات مع عينات مختلفة من الهواء جمعت من أماكن مختلة في فرنساـ فخرج منها دائماً بنفس النتيجة . وباستكمال باستير لتجاربه الشهيرة استطاع ان هذا الحامض بدوره تنتجة البكتيريا ، كما اوضح كذلك ان الخمر والبيرة والسيدرتتخمر عن طريق التشاط البكتيري ، وان التخمر يمكن وقفة اذا قضينا علي البكتيريا بوساطة الحرارة . وهكذا ظهرت العملية التي نطلق عليها ((البسترة )) وامكن التعرف علي المنشأ البكتيري لكثير من الامراض ـ وقد انبثق كل ذلك عن التمحيص التجريبي لمسألة التولد الذاتي . ويعتبر باستير مثال العالم الكامل الذي لم يدع شيئاً لم يعملة ، وهو بلا شك الاستاذ النموذجي للطريقة العلمية .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق