الكهرباء الحيوانية

الكهرباء الحيوانية 

 

والمثل التالي في هذه المجموعة هو قصة لو يجي جالفاني ،عالم الفزياء الايطالي الذي عاش في القرن الثامن عشر، والذي كثيراً ما يذكر بما لايستحق من السخرية في تاريخ الكهرباء . ولاشك ان كل طالب جامعي قد درس تجربته الشهيرة مع ارجل الضفدع ـ كيف استطاع جالفاني ان يحمل عضلات الرجل علي ان ترفس وتختلج بمجرد لمسها بمعدنين مختلفين في نفس الوقت . وعلي الرغم من ان هذه الظاهرة قد شوهدت من قبل الا ان احداً لم يستخرج شيئا ًمنها. وقد تعجب جالفاني بصدق نظرته العلمية من السبب الكامن وراء هذه الظاهرة . وهو يعلم ان مسات الكهرباء المتولدة مكنة كهربائية تستطيع ان تحمل الارجل المستأصلة من الضفدعة علي الرفس الاختلاج ،وها هي الارجل ترفس وتختلج كذلك بمجرد لمسها بقطعتين من الزنك والنحاس ، ولايحدث  اذا لمست بالخشب مثلاً او حينما لايكون هناك اتصال بمصدر خارجي للكهرباء . وقد استخلص جالفاني من ذلك ان الكهرباء في هذة الحالة لابد ان يكون منشؤها العضلات ، وتكون بذلك كهرباء ناتجة عن الحيوان. ومنذ ذلك الحين كان حديث جالفاني وتلاميذه عن ((الكهرباء الحيوانية))  .

 

ولم يدر جالفاني انة فد اكتشف بتجربته اساس الخلية الكهربائية التي تقوم عليها اليوم الاجراس الكهربائية  واللمبات الوميضية .وللمصادفة العجيبة كان استنتاجة صحيحاً بان الاجسام الحية تستطيع ان تولد الكهرباء كما تشهد بذلك البحوث التي تجري ايامنا هذة ، لكن تجربتة لم تكن من النوع الذي يثبت هذا الامر . ويتبين من هذة الحالة ان الطريقة العلمية قد استخدمت استخداماً صحيحاً لكن تعليلها لم يكن بالتعليل الطيب . 

 

وكان هناك عالم عبقري معاصر هو الساندرو فولتا اعجب كثيراً باعمال جالفاني ، وقد تقبل في اول الامر استنتاجة بان الكهرباء يمكن ان يكون اصلها حيوانياً ، لكن الشك سرعان ما راوده ، فاذا كانت العضلات هي وسط رطب فماذا لو استعاض عنها بالواح من الورق مبتلة بماء ملح . ولقد جمع فولتا اقراصا متبادلة من الزنك والنحاس بعضها فوق البعض وفصل ما بينها بالواح من الورق المبتل بالماء الملح ، فتولد عن هذه المجموعة تيار مستمر من الكهرباء . وهكذا تبين بوضوح ان الثر الذي حصل علية جالفاني لم يكن بمصدره الحيوان . وقد استطاع فولتا بفطنته ان يخمد الجدل الذي اثير بين تلاميذة جالفاني وان يشذب تجربته ويحسنها ليصنع ما نعرفة اليوم باسم ((البطارية)) . وكان اول عالم تجربي في التاريخ يستطيع ان يولد تيارا مستمرا من الكهرباء ، ومنذ ذلك الحين انبثق فجر الهندسة الكهربائية .