يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الخميس، 19 فبراير 2015

دارون والتطور

دارون والتطور

والقصة التالية هي قصةدارون . ولم تكن فكرة التطور بالامر الغريب حين ظهر دارون اذ نادي بها قدماء الاغريق قبل ذلك بزمن طويل . ولقد ظهر في القرن الثامن عشر عالم طبيعي كبير هو جورج يفون ، وعلي الرغم من ان يفون لم يقل بهذة النظرية الا انه اوضح ان الحيوانات يمكن ترتيبها في مجموعة يتبين منها كيف يتطور الجنس من جنس اخر . وكان من الجلي ان الانسان هو القمة المجيدة في المجموعة الحيوانية ، لكن بفون رفض ان يواجه تلك الحقيقة الوضيعة بان الانسان يتسلسلمن القرد والنمر والكلب وحيوانات اخري ادنأ من ذلك . وهكذا ظل علماء الطبيعة مخلصين لاراء ارسطو .

ثم اني دارون ، ولم يكن علي شاكلة من سبقة من العلماء الطبيعيين من الانفة والاستنكاف ، وساعده اكتشافة للمزيد من حفريات الحيوانات المنقرضة علي ان يقتنع اكثر واكثر من انه لايمكن ان تكون جميع انواع الحياة قد خلقت في نفس الوقت . وكان من الواضح ان الطيور والزواحف تجمع بينهما صلة ما ، وكان من الممكن ترتيب عظام الخيل المنقرضة بالشكل الذي يظهر تطور الحصان الحالي ذي الاصبع الواحد (الحافر) عن اسلافة ذات الخمس الاصابع . لكن كيف حدث ان تطور جنس الي جنس اخر ، ان دارون لم يقدم لنا اجابة شافية عن هذا السؤال ، ونظريتة عن الاختيار الطبيعي التي يمكن تشبيهها بآلة الحصاد لا تنهض تفسيراً لهذه المشكلة ، فالقضاء علي الحيوانات الضعيفة وغير المتلائمة لا يخلق غيرها من الحيوانات .

 وكان دارون يعلم انة احياناً ما، تظهر بعض الفلتات الطبيعية مثل العجول ذات الراسين ، والخراف التي لا ارجل لها وغيرها من المسوخ ـ التي نطلق عليها المتحورات ـ لكنه لم يدرك انه بتوالي عدد من المتحورات الصغيرة المتوارثة يمكن ان يتحول الجنس علي النحو الذي تكتشف عنة الحفريات . وكانت نظرتة الي الدور الذي يلعبة الاختيار الطبيعي في سلم التطور في حاجة الي تعديل كبير .وقد نتساءل : لماذا نجح دوران في حمل الناس علي تقبل مذهب التطور بينما اخفق غيرة مدي قرون طويلة ؟ السبب في ذلك انه قدم حشداً من الادلة اكتسحت امامها كل ما اثير من الاعتراضات . ولم يكن دارون علي صواب حين استنتج ان الانسان قد انبثق بالتحرير والتغيير عن نفس الفرع من الاسلاف الذي انسلت منه القرده ، لكنه علي اية حال استطاع ان ينتزع غرور الانسان حين كشف عن مكانه الذي ينتمي اليه من سلم التطور .

ولم يقدم لنا دارون اي دليل تجريبي او معملي علي صدق نظريته ـ فاءثبات مثل هذة النظرية يحتاج الي بلايين السنين ، اذ يقتضي الامر ان يبدا بخلية حية ثم يتركها لمن ياتي بعدة من العلماء ليرقبوا تطورها الي النوع التالي في سلسلة الحياة ....الي ان تصل الي الحيوانات المحارية ، وبعد ملايين من السنين تصل الي السمكة وتمضي الملايين والملايين الاخري من السنين لتاتي الزواحف ثم الثديات واخيراً الانسان .ولربماانقرض الجنس البشري كلة قبل لت تتمكن الاجيال التي لاحصر لها من العلماء عن طريق التجربة والمشاهدة من اثبات ان الاجناس تتطور بعضها عن البعض فلماذا اذن نتقبل نظرية التطور ؟ لانة لا توجد نظرية غيرها تفسر هذا العدد الهائل من الاجناس الحية وعلاقتها بعضها ببعض بمثل هذة البساطة والاحكام. ولقد كان دارون ذا عقلية تحليلية ممتازة استطاع ان يكشف بها عن الصلات التي تربط بين الكائنات والتي خفيت علي غيرة من العلماء وهكذا امكنة ان يسلك الحياة جميعاً في نسيج واحد .  

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

التسميات

تطوير : مدونة المحترف للمعلوميات